تقرير/ هايستان أحمد
روناهي/ قامشلو: في خطوة للسير في طريق النجاح وإبراز اللغة الكردية، أُلقيت محاضرة في جامعة روج آفا حول كتاب “الكتابات المختارة” للمناضل الشهيد “ماهر جايان” التي كتبها باللغة التركية، وتمت ترجمة الكتاب إلى الكردية، لأهمية الكتاب ودوره الكبير في وقتنا الراهن، وذلك في السابع من شهر أيار الحالي.
للترجمة دور مهم وأساسي في تقوية عماد ثقافة كل بلدان العالم، فهي تكسر تلك الحواجز القائمة بين الشعوب وحضاراتها، والإنسان يحتاج إلى الترجمة ويطلبها كونه يسعى دائماً إلى اكتشاف الأمور واكتساب المعرفة من كلِّ حدبٍ وصوب، ولا سيما تلك التي تكون في غير بلادنا، حيث تجذب الثقافات واللغات المختلفة الإنسان أكثر، لهذا تغدو المراكز الحضارية في العالم مراكز نور وإشعاع والترجمة هي الوسيلة الأساسية للتعريف بالعلوم والتكنولوجيا، وكل ما يكتشفه العلماء ويتوصلون إليه من تكنولوجيا، ينتقل إلى المناطق الأخرى من العالم بواسطة الترجمة، ومن هذا المنطلق وفي روج آفا بمدينة قامشلو تقدمت الترجمة بشكل ملحوظ وبدأت اللغة الكردية تأخذ دربها الصحيح في حياتنا لأنها لغتنا الأم وتعرضت منذ آلاف السنين للطمس والصهر، وحان الآن وقت ازدهارها، ومن هذا المنطلق قام الكاتب الكردي “دلدار شكو” بترجمة كتاب من اللغة التركية إلى اللغة الكردية وهو مختارات من كتابات المناضل الشهيد “ماهر جايان” ومضمون الكتاب يتمحور حول الثورة ضد البرجوازية وأيديولوجيات الثورة، وأُقيمت محاضرة حول الترجمة والكتاب ومناقشة محتواه.
الكتاب يتمحور حول الأيديولوجية الثورية
وبحضور طلبة جامعة روج آفا وبعض الكتّاب والمثقفين بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم وباسم الجبهة الثورية في الشرق الأوسط تحدث الرفيق “آزاد جايان” عن العمل والمناسبة أيضاً بقوله: “الكتاب تُرجم لأنه كتاب هام عن الثورة والأيديولوجيا الثورية، وهو يهم شريحة المثقفين والمهتمين بالأدب وهو بعنوان “الكتابات المختارة للمناضل ماهر جايان” وهو مترجم من التركية إلى الكردية، وتم تجميع تلك المقتطفات التي كانت بحوزة العديد من رفاق المناضل “ماهر جايان”، وتم ترجمتها للكردية والعربية، بعد أن بقيت لعشرات السنين مخبأة عن عيون السلطات الفاشية التركية التي قمعت صوت الثوريين، وأشكر كل الحضور، والشكر لكل الجهود المبذولة لطباعة الكتاب وكذلك للكاتب والمترجم “دلدار شكو” باسمي وباسم رفاق المناضل “ماهر جايان” في الجبهة الثورية في الشرق الأوسط”.
وتلاها كلمة للكاتب والمترجم الكردي “دلدار شككو” أشار فيها إلى أهمية الإعلام ووسائل التواصل والتقنيات الحديثة والتي للأسف لم يتمكن الكرد من الاستفادة منها كما يجب، بسبب الإمكانات، والظروف التي عاناها الكرد على مرِّ الزمان، وكذلك إلى دور الترجمة في نقل الثقافات الأممية والإنسانية لتكون ميراثاً لكل الشعوب، ومع مرور الزمن كان للترجمة الدور الكبير في تقدم الثقافات الإنسانية وعبر التبادلات التجارية والثقافية والدبلوماسية، وبذلك كانت الترجمة دوماً ذات أهمية كبيرة.
الترجمة جسر للعبور إلى مرافئ النور والثقافات المختلفة
وعن عمله المترجم أضاف الكاتب والمترجم شكو: “العمل الذي قمت بترجمته هو بالأصل مختارات من أعمال المناضل الشهيد ماهر جايان وهو مكتوب بالتركية، والغاية منه الاستفادة من الكثير من الكلمات والمصطلحات الكردية، وبخاصة الفلسفية منها، وعن الكثير من الأيديولوجيا الثورية والفلسفية، وهذه المصطلحات والأيديولوجيا الفلسفية التي ما زالت دون ما نطمح إليه، ولم نستطع حتى الآن أن نجد ما يملأ هذا النقص والفراغ فيما يخص الفلسفة الكردية، لأن المصطلحات والشروحات الفلسفية باللغات الأخرى تُثقِل كاهل القارئ والباحث الكردي عندما لا تكون بلغته، ولهذا أرى أن هذا العمل سيكون ذو أهمية كبيرة وسيستفيد منه الكثيرين”، وهنا تبدو الترجمة وسيطاً مباشراً في التعريف بإنجازات البشرية والاطلاع على ما حققه البعض الآخر من تقدم وتطور يطرأ على العالم بأسره.