“إن الحياة وقفة عز” .. سناء يوسف محيدلي “عروس الجنوب”

0 19
image_pdf

كثيرون نسي هذه المناضله والشهيدة الاستثنائية فقد فجرت نفسها في اول عمليه استشهاديه جرت ضد الجيش الصهيوني في جنوب لبنان وهي احدى ابطال المقاومه الوطنيه اللبنانيه ومن مجموعات الحزب السوري القومي الاجتماعي وقامت بعمليتها البطوليه في التاسع من نيسان ابريل عام 1985.

اننا نسينا الكثير من تاريخنا وانا ابحث في التاريخ تذكرت يوم استشهادها يوم هزت عمليتها اركان دولة الكيان الصهيوني في جنوب لبنان واطلق يومها عليها عروس الجنوب واعطت مثالا حيا دفع الكثير من ابطال المقاومه للحذو حذوها والقيام بعمليات استشهاديه ادت الى رحيل الكيان الصهيوني عن جنوب لبنان بعد سنوات قليله.

الشهيده البطله سناء يوسف محيدلي مواليد 14 اب اغسطس عام 1968 في قرية عنقون قضاء الزهراني جنوب لبنان وكانت تعمل في متجر لبيع اشرطة الفيديو وقامت بتسجيل وصيتها وتاثرت كثيرا بعملية قام فيها المناضل الشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عملية استشهادية على معبر جزين – كفرحونة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية في 14 آذار 1985 قبل أقل من شهر من تنفيذ عمليتها.

صباح يوم الثلاثاء 9 نيسان 1985، اقتحمت محيدلي وهي في الثامنة عشرة من عمرها بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخخة بأكثر من 200 كلغ من الـ”تي ان تي”، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر– جزين، مفجرة نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.

العملية تداعيات العملية تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء عمليتها الاستشهادية، كما اعترفت إسرائيل بالعملية وتناولت وسائل إعلامها الخبر وحذرت جنودها من عمليات أخرى قد تستهدفهم، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن خبراً عاجلاً وصلها من الناطق العسكري الإسرائيلي في قيادة الشمال مفاده أن ضابطين من الجيش الإسرائيلي صُرعا وأن جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر – جزين في لبنان وأن السيارة المفخخة وصلت من الشمال (بيروت) وانفجرت عندما اقترب الجنود من الحاجز لتفتيشها.

طلبت سناء في وصيتها الأخيرة قبل تنفيذ عمليتها أن يسموها “عروس الجنوب”، وشاع فيما بعد استعمال هذا اللقب عنها وصارت أحد رموز المقاومة الشعبية اللبنانية والعربية (حسب بيان طلبة من الأردن) وسميت باسمها الشوارع والساحات والمدارس (كم حصل في سورية وليبيا). كما كُتبت العديد من القصائد بالعربية لتمجيدها ومدحها الكثير من القادة والسياسيين العرب بعد استشهادها.

وغنى المطرب الكبير محمد منير اغنية شهيرة من كلمات عبد العظيم عويضة اهداء لروح الشهيدة كان مطلعها اتحدى لياليك يا هروب واتوضى بصهدك يا جنوب.. ومن بين كلمات الاغنية بيت بيقول: اشلاءك بتلم جراحي يرتعش الغدر وترتاحي. ما بعد الوفاة احتفظت إسرائيل بأشلائها حتى يوليو/تموز 2008 حين تمت إعادة رفاتها بعد مفاوضات جرت بين حزب الله وحكومة إسرائيل لتبادل الأسرى وجثث المقاتلين بين الطرفين، في عملية كبيرة عرفت بعملية الرضوان.

استلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي رفاتها في 21 تموز 2008 وسلمتها إلى ذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون بعد غياب قسري عنها طيلة 23 سنة.

وصية سناء محيدلي إلى أهلها ورفقائها وشعبها أرجوكم، أقبل أياديكم فرداً فرداً.. لا تبكوني، لا تحزنوا عليّ، بل افرحوا. اضحكوا للدنيا، طالما فيها أبطال، طالما فيها آمال بالتحرير، أنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم، بطلة. أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيها من دمي وحبي لها.

آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي، ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل السائرين على خط التحرير للتخلص من الصهاينة الإرهابيين. مهما كانوا أقوياء إرهابيين يهوديين قذرين هم ليسوا مثلنا. إنهم جبناء، يطعنون من الخلف، ويفرون، يلتفتون شمالاً ويميناً هرباً من الموت. التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم، يتقدمون غير مبالين بما حولهم، ينفذون، هكذا تكون الأبطال.

إنني ذاهبة إلى اكبر مستقبل، إلى سعادة لا توصف لا تبكون عليّ من هذه الشهادة الجريئة، لا، لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم بالسماء. “أمي” كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي من اللحم، ودمي يهدر في تراب الجنوب، من أجل أن اقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة، والكتائب نسيوا بأنهم صلبوا مسيحهم.

أنا لم أمت. هذه واحدة، والثانية ستأتي أكبر، وستليها ثالثة ورابعة ومئات العمليات الجريئة. فضّلت الموت بشرف من أن يغدرني انفجار أو قذيفة أو يد عميل قذر، هكذا افضل واشرف أليس كذلك؟ ردّوا على أسئلتي، سأسمع بالرغم من أنني لست معكم، سأسمع لأن صوتكم الجريء سيصل إلى كل حبة تراب سقيتها من دمي وسأكون صاغية هادئة لكل حركة، لكل كلمة تلفظونها.

أجل هذا ما أريد، ولا تغضبوا عليّ لأنني خرجت من البيت دون إعلامكم. أنا لم أذهب لكي أتزوّج، ولا لكي أعيش مع أي شخص، بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة. وصيتي هي: تسميتي “عروس الجنوب”.

-بقلم هشام ساق الله

image_pdf

Cevap bırakın

E-posta hesabınız yayımlanmayacak.